آراء في فقه التخلف . خلدون حسن النقيب
آراء في فقه التخلف
خلدون حسن النقيب
دار الساقي - بيروت 2002 | 465 صفحة | 8.68 م . ب
يمثل هذا الكتاب محاولة لفهم التخلف ليس على أنه تخلف عن الغرب نتيجة لضعف جهود التنمية بحسب المقاييس الشكلية المتعارف عليها، بل لفهم التخلف على أنه تأخر وارتكاس، من حيث هو ظاهرة مستقرة في التاريخ، ومتصلة بعلاقات القوة وتوزيعها على مستوى العالم بين شعوبه وأممه. فالتخلف ظاهرة عامة في التاريخ ما دام هناك طرف مهيمِن وطرف مهيمَن عليه، عندما تتصادم الحضارات بعضها ببعض وتتصارع.
هذا الفهم للتخلف يفتح آفاقاً واسعة لدراسة فقه التخلف: العلم به وطرائق تفسيره، من منظور تاريخي دينامي. يحاول الكاتب رصد مظاهر هذا التخلف: أسبابه ونتائجه في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، برغم ما حققه العالم العربي من "تقدم" مادي متمثل في ارتفاع مستوى المعيشة وانتشار مظاهر الرعاية الاجتماعية المتعددة.
ركز الكاتب على عدة إشكالات تعدّ معضلات ما زال المجتمع العربي يعانيها: تخلف المجتمع المدني ومؤسساته وقبليته السياسية، وظاهرة "فقر" التعامل السياسي والثقافي مع المسألتين المحوريتين في العقدين الأخيرين من القرن العشرين: المسألة العراقية والمسألة الفلسطينية، والمواجهة التاريخية المتصلة بين العرب والغرب، والتجليات المختلفة لثقافة التخلف.
هذا الفهم للتخلف يفتح آفاقاً واسعة لدراسة فقه التخلف: العلم به وطرائق تفسيره، من منظور تاريخي دينامي. يحاول الكاتب رصد مظاهر هذا التخلف: أسبابه ونتائجه في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، برغم ما حققه العالم العربي من "تقدم" مادي متمثل في ارتفاع مستوى المعيشة وانتشار مظاهر الرعاية الاجتماعية المتعددة.
ركز الكاتب على عدة إشكالات تعدّ معضلات ما زال المجتمع العربي يعانيها: تخلف المجتمع المدني ومؤسساته وقبليته السياسية، وظاهرة "فقر" التعامل السياسي والثقافي مع المسألتين المحوريتين في العقدين الأخيرين من القرن العشرين: المسألة العراقية والمسألة الفلسطينية، والمواجهة التاريخية المتصلة بين العرب والغرب، والتجليات المختلفة لثقافة التخلف.
عن المؤلف:
ظل عالم الاجتماع الراحل د. خلدون حسن النقيب طوال حياته «حالما بالتنوير العربي» فكانت كتاباته تتجلى في محاولاتها الدؤوبة كي تنأى بنا؛ نحن العرب، عن الخديعة، تلك الخديعة التي أورثتها مقولات مكررة ونظريات بالية وعبارات وكليشيهات نمطية رددها الغرب، عبر سياسييه ومنظريه ومؤرخيه، كي تصبح أيقونات لا تُمسّ، وأن تصبح ـ بالضرورة ـ بضاعة تروج في أسواقنا الثقافية العربية بعد أن تبلى في مصانعها الغربية.
فقد آمن العالم الراحل بتأثير الثقافة في تكوين الشخصية العربية، حين تعني الثقافة لديه الحياة بكل أبعادها من سياسة وإعلام وتربية وتنمية، وأيقن أن الطريقة الوحيدة لتفسير التاريخ تكون عبر الثقافة.واتفق الكثير من المفكرين العرب مع الدكتور/ خلدون النقيب في محاولاته النقدية من أجل «حلم التنوير العربي»، الذي برز في كثير من مؤلفاته وكتاباته، وهو الحلم الذي وضعه في مصاف المهمومين برفعة هذا الوطن واستقلاله، خاصة أن خطابه تجاوز الواقع المحلي والإقليمي، ليكون موجها إلى الضمير القومي والإنساني للأمتين العربية والإسلامية.وفي توضيح للنقيب عن المستقبل قال: المستقبل ليس للأيديولوجيات التي تتمفصل حولها مصالح الطبقات، وإنما للتلصيقات والتوليفات من الأفكار والتصويرات التي تعكس معاناة الإنسان في عصر ما بعد الحداثة، وهو العصر الذي سبق عصر العولمة. وليس في هذه التلصيقات أسماء قطعية الدلالة، كما لا يمكن فهم الواقع المعيش بوضوح حسب الطريقة القديمة؛ فجميع الأشكال تتداخل ببعضها بعضا: الذكورة بالأنوثة، الرأسمالية بالاشتراكية، الأصولية بالحداثة، العلم بالخيال العلمي، والسياسة بالتسلية كما في مسلسلات التلفزيون ودعاياته. وهكذا تبدت لنا خيالات الماضي، فلا المستقبل سُبر غوره، ولا الماضي انكشف على حقيقته.وقد مارس المفكر خلدون النقيب دوره التنويري على أكمل وجه، وهو أول من شخْصَنَ فقه التخلف وهو أحد أبرز التنويريين العرب الذين لم ينفكوا يضعون أصابعهم على القضايا الإشكالية ليس ولعا بها وإنما من خلال فهم ثقافي واسع ورؤى ثاقبة عميقة واعية.ومن أهم ما كان يميزه ويميز مؤلفاته هو دفع القارئ لإعمال العقل والتفاعل مع النص بتجرد تام من الأدوات المسبقة، وقد عالج الكثير من القضايا الإشكالية.والحديث عنه وعن مؤلفاته يحتاج إلى كم كثير من الكتب البحثية إلا أننا أردنا الإشارة فقط إلى مفكر عالم أثر في مجتمعه الصغير الكويت ومجتمعه الكبير الوطن العربي، وعلى المدقق والراغب في المزيد أن يبحث في مؤلفاته وينهل الكثير من العلم وإعمال العقل والتنوير.ولد خلدون النقيب في الكويت (16 سبتمبر عام 1941)، وحصل على درجة الدكتوراه في جامعة تكساس أوستن عام 1976، والماجستير في جامعة لوفيل الأميركية والليسانس بجامعة القاهرة. رئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، وكان عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت. أحد مؤسسي مجلة العلوم الاجتماعية ورئيس تحريرها بين 1983- 1986. رئيس مجلس إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. نشر عشرات البحوث والدراسات في أبرز المجلات العربية منها:آراء في فقه التخلف: العرب والغرب في عصر العولمة – الآفاق المستقبلية للفكر الاجتماعي العربي – واقع ومستقبل الأوضاع الاجتماعية بدول الخليج العربي مع إشارة خاصة للعولمة – الخليج: إلى أين؟ - القيمة التنبؤية لآراء ابن خلدون.
فقد آمن العالم الراحل بتأثير الثقافة في تكوين الشخصية العربية، حين تعني الثقافة لديه الحياة بكل أبعادها من سياسة وإعلام وتربية وتنمية، وأيقن أن الطريقة الوحيدة لتفسير التاريخ تكون عبر الثقافة.واتفق الكثير من المفكرين العرب مع الدكتور/ خلدون النقيب في محاولاته النقدية من أجل «حلم التنوير العربي»، الذي برز في كثير من مؤلفاته وكتاباته، وهو الحلم الذي وضعه في مصاف المهمومين برفعة هذا الوطن واستقلاله، خاصة أن خطابه تجاوز الواقع المحلي والإقليمي، ليكون موجها إلى الضمير القومي والإنساني للأمتين العربية والإسلامية.وفي توضيح للنقيب عن المستقبل قال: المستقبل ليس للأيديولوجيات التي تتمفصل حولها مصالح الطبقات، وإنما للتلصيقات والتوليفات من الأفكار والتصويرات التي تعكس معاناة الإنسان في عصر ما بعد الحداثة، وهو العصر الذي سبق عصر العولمة. وليس في هذه التلصيقات أسماء قطعية الدلالة، كما لا يمكن فهم الواقع المعيش بوضوح حسب الطريقة القديمة؛ فجميع الأشكال تتداخل ببعضها بعضا: الذكورة بالأنوثة، الرأسمالية بالاشتراكية، الأصولية بالحداثة، العلم بالخيال العلمي، والسياسة بالتسلية كما في مسلسلات التلفزيون ودعاياته. وهكذا تبدت لنا خيالات الماضي، فلا المستقبل سُبر غوره، ولا الماضي انكشف على حقيقته.وقد مارس المفكر خلدون النقيب دوره التنويري على أكمل وجه، وهو أول من شخْصَنَ فقه التخلف وهو أحد أبرز التنويريين العرب الذين لم ينفكوا يضعون أصابعهم على القضايا الإشكالية ليس ولعا بها وإنما من خلال فهم ثقافي واسع ورؤى ثاقبة عميقة واعية.ومن أهم ما كان يميزه ويميز مؤلفاته هو دفع القارئ لإعمال العقل والتفاعل مع النص بتجرد تام من الأدوات المسبقة، وقد عالج الكثير من القضايا الإشكالية.والحديث عنه وعن مؤلفاته يحتاج إلى كم كثير من الكتب البحثية إلا أننا أردنا الإشارة فقط إلى مفكر عالم أثر في مجتمعه الصغير الكويت ومجتمعه الكبير الوطن العربي، وعلى المدقق والراغب في المزيد أن يبحث في مؤلفاته وينهل الكثير من العلم وإعمال العقل والتنوير.ولد خلدون النقيب في الكويت (16 سبتمبر عام 1941)، وحصل على درجة الدكتوراه في جامعة تكساس أوستن عام 1976، والماجستير في جامعة لوفيل الأميركية والليسانس بجامعة القاهرة. رئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، وكان عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت. أحد مؤسسي مجلة العلوم الاجتماعية ورئيس تحريرها بين 1983- 1986. رئيس مجلس إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. نشر عشرات البحوث والدراسات في أبرز المجلات العربية منها:آراء في فقه التخلف: العرب والغرب في عصر العولمة – الآفاق المستقبلية للفكر الاجتماعي العربي – واقع ومستقبل الأوضاع الاجتماعية بدول الخليج العربي مع إشارة خاصة للعولمة – الخليج: إلى أين؟ - القيمة التنبؤية لآراء ابن خلدون.