الربح مقدما على الشعب .. النيوليبرالية والنظام العالمي
الربح مقدما على الشعب .. النيوليبرالية والنظام العالمي
تأليف : نعوم تشومسكي
كعادة تشوميسكي يقوم بشدك لمناطق ما كانت لتجذب اهتمامك لو أن أحداً غيره أثارها أمامك
الإتفاقية متعددة الأطراف الخاصة بالاستثمار
Multilateral Agreement on Investment
هل سمعت بها من قبل؟ لم أكن قد سمعت بها قبل قراءة هذا الكتاب وحتى وإن كنت قد فعلت، لم أكن لأفهم كواليسها ودلالاتها
الإتفاقية متعددة الأطراف الخاصة بالاستثمار، هي إحدى الإتفاقيات التي تصب في مصلحة كبرى الشركات العالمية، ضُرِب على المفاوضات الخاصة بها غطاء من السرية وذلك لأن الساسة والإعلاميون يعرفون جيداً أن الجمهور (الشعوب) لن يغتبط بالإتفاقية إذا ما تم تزويده بتفاصيل عنها
لكي ندرك حجم السرية الذي ضرب على المفاوضات، وذلك في البلاد الذي تتشدق ليل نهار بالديموقراطية والشفافية كأمريكا، تم "تفويض" الرئيس الأمريكي للتعامل مع الإتفاقية دون إطلاع الكونجرس على أي تفاصيل خاصة بها، أيضاً اتبعت الحكومة الأسترالية النهج نفسه ورفضت إطلاع البرلمان على الإتفاقية مكتفية بالتعليق أنه ينبغي للشعب أن "يثق" أنه لن يتم التوقيع إلا إذا كان ذلك في مصلحة أستراليا، أما في كندا وعلى طريقة: "أنتم ماتعرفوش إنكم نور عينيا واللا إيه؟" الشهيرة، خرج وزير التجارة الدولية ليؤكد على "الحب" الذي يكنه رئيس الوزراء لكندا وعلى إخلاصه الشديد الذي سيؤهله حتماً لإتخاذ ما في صالح الشعب
هذه التصريحات لم تحدث إلا بعد أن قام البعض بـ"تسريب" أجزاء من الإتفاقية التي تسمح للشركات بمقاضاة الحكومات إذا ما قامت بأي عمل من شأنه أن يمنع الشركات من "التمتع" باستثمار ما، أي أن رقبة الدول ستكون تحت رحمة هذه الشركات، وغير ذلك من اللوائح الفضفاضة
تم اختراق ستار السرية وبدأ الجمهور يتساءل عن سر هذا التعتيم المتعمد، وتمكنت الجماهير بعد أن ظلت الإتفاقية لثلاث سنوات متصلة تُعَد في الخفاء، من تقويض جهود حكوماتها، وهذا هو "السلاح الأخير" كما أسماه تشوميسكي في وجه الحكومات المتواطئة والشركات المتوحشة، إنها الجماهير القادرة على أخذ حقوقها
وعندما تطالع ما كتب في أول سطر على ويكيبيديا عن الإتفاقية
The Multilateral Agreement on Investment (MAI) was a draft agreement negotiated between members of the Organisation for Economic Co-operation and Development (OECD) in 1995–1998
ستعلم أن الجماهير الواعية، إذا ما تخطت الحواجز التي تضعها الحكومات بمساعدة الإعلام لتغييبها عن الحقائق، ستتخذ القرار الصائب وستجهض محاولات استغلالها وتجعلها في خبر كان
لكن هل هذا كل شيء؟
لا يكف تشوميسكي عن السخرية من "الديموقراطية على الطراز الأمريكي" ويفرد العديد من الأمثلة في هذا الشأن
يتحدث عن تقرير للجنة "روكفلر" في السبعينات يناقش أزمة الديموقراطية في أمريكا، أما وجه "الأزمة" فهي "الديمقراطية المفرطة"، يُحذِر فيه من دخول قطاعات واسعة من الشعب إلى الحلبة العامة ويترحم على "الأيام التي كان فيها "ترومان" (رئيس أمريكا 1945–1953) قادراً على حكم البلاد بالتعاون مع عدد صغير من محامي ومصرفي وول ستريت"، هل ذهلت؟! نعم هناك في أمريكا يحذرون من الديمقراطية المفرطة
.يتحدث تشوميسكي ويتحدث، وحديثه كما عهدته دوماً، لا يُمَل
الإتفاقية متعددة الأطراف الخاصة بالاستثمار
Multilateral Agreement on Investment
هل سمعت بها من قبل؟ لم أكن قد سمعت بها قبل قراءة هذا الكتاب وحتى وإن كنت قد فعلت، لم أكن لأفهم كواليسها ودلالاتها
الإتفاقية متعددة الأطراف الخاصة بالاستثمار، هي إحدى الإتفاقيات التي تصب في مصلحة كبرى الشركات العالمية، ضُرِب على المفاوضات الخاصة بها غطاء من السرية وذلك لأن الساسة والإعلاميون يعرفون جيداً أن الجمهور (الشعوب) لن يغتبط بالإتفاقية إذا ما تم تزويده بتفاصيل عنها
لكي ندرك حجم السرية الذي ضرب على المفاوضات، وذلك في البلاد الذي تتشدق ليل نهار بالديموقراطية والشفافية كأمريكا، تم "تفويض" الرئيس الأمريكي للتعامل مع الإتفاقية دون إطلاع الكونجرس على أي تفاصيل خاصة بها، أيضاً اتبعت الحكومة الأسترالية النهج نفسه ورفضت إطلاع البرلمان على الإتفاقية مكتفية بالتعليق أنه ينبغي للشعب أن "يثق" أنه لن يتم التوقيع إلا إذا كان ذلك في مصلحة أستراليا، أما في كندا وعلى طريقة: "أنتم ماتعرفوش إنكم نور عينيا واللا إيه؟" الشهيرة، خرج وزير التجارة الدولية ليؤكد على "الحب" الذي يكنه رئيس الوزراء لكندا وعلى إخلاصه الشديد الذي سيؤهله حتماً لإتخاذ ما في صالح الشعب
هذه التصريحات لم تحدث إلا بعد أن قام البعض بـ"تسريب" أجزاء من الإتفاقية التي تسمح للشركات بمقاضاة الحكومات إذا ما قامت بأي عمل من شأنه أن يمنع الشركات من "التمتع" باستثمار ما، أي أن رقبة الدول ستكون تحت رحمة هذه الشركات، وغير ذلك من اللوائح الفضفاضة
تم اختراق ستار السرية وبدأ الجمهور يتساءل عن سر هذا التعتيم المتعمد، وتمكنت الجماهير بعد أن ظلت الإتفاقية لثلاث سنوات متصلة تُعَد في الخفاء، من تقويض جهود حكوماتها، وهذا هو "السلاح الأخير" كما أسماه تشوميسكي في وجه الحكومات المتواطئة والشركات المتوحشة، إنها الجماهير القادرة على أخذ حقوقها
وعندما تطالع ما كتب في أول سطر على ويكيبيديا عن الإتفاقية
The Multilateral Agreement on Investment (MAI) was a draft agreement negotiated between members of the Organisation for Economic Co-operation and Development (OECD) in 1995–1998
ستعلم أن الجماهير الواعية، إذا ما تخطت الحواجز التي تضعها الحكومات بمساعدة الإعلام لتغييبها عن الحقائق، ستتخذ القرار الصائب وستجهض محاولات استغلالها وتجعلها في خبر كان
لكن هل هذا كل شيء؟
لا يكف تشوميسكي عن السخرية من "الديموقراطية على الطراز الأمريكي" ويفرد العديد من الأمثلة في هذا الشأن
يتحدث عن تقرير للجنة "روكفلر" في السبعينات يناقش أزمة الديموقراطية في أمريكا، أما وجه "الأزمة" فهي "الديمقراطية المفرطة"، يُحذِر فيه من دخول قطاعات واسعة من الشعب إلى الحلبة العامة ويترحم على "الأيام التي كان فيها "ترومان" (رئيس أمريكا 1945–1953) قادراً على حكم البلاد بالتعاون مع عدد صغير من محامي ومصرفي وول ستريت"، هل ذهلت؟! نعم هناك في أمريكا يحذرون من الديمقراطية المفرطة
.يتحدث تشوميسكي ويتحدث، وحديثه كما عهدته دوماً، لا يُمَل