نموذج دراسة حالة - pdf
إن القضية التي يطرحها نص الموضوع هنا هي الاختلاف في الجانب السوسيو ثقافي والسوسيو اقتصادي الناتج عن الاختلافي الجغرافي، ولم يتوقف عند حد الاختلاف فقط بل شرع في التمظهر في الوسط المدرسي في شكل صراعات، وهذا النوع من الاختلاف قد يؤدي مع تطور الظروف والعوامل إلى الصراع ومن تم انتاج ما قد تعجز المؤسسة عن معالجته إن لم تتخذ إجراءات كفيلة بتذويب تلك الصراعات بين المتعلمين. فما هو سبب انتشار هذا النوع من الاختلاف؟
وما انعكاساته على الوسط التربوي؟ وما هي الحلول المقترحة؟
بداية لابد من تحديد نوعين من المفاهيم الأول يرتبط بالاختلاف والذي تتعدد به وجهات النظر غير أن المقصود واحد والثاني الخلاف والذي تتعارض فيه وجهات النظر والمقصود كذلك.
ولأننا في مرحلة الاختلاف فذلك ليس عيبا في حد ذاته إلا إذا كان سينتج صراعات وصدامات، وهو ما سيتحول إلى خلاف. وهذا النوع من الاختلاف غير مرغوب فيه، والذي لا يمكنه بحال من الأحوال أن يكون نافعا للمؤسسة أو المجتمع مهما بلغ المجتمع من الحضارة والتقدم. فيما يؤدي الاختلاف أيضا إلى الرقي باختلاف العوامل التي تساعد والثقافات التي تصب في نفس المقصود، ومن هنا نحدد نوعين من الاختلاف (سلبي وإيجابي)، وهذا يوجهنا نحو طرح سؤال جوهري، هو: هل توجد علاقة بينهما –اي الاختلاف الإيجابي والسلبي – وهل يولد هذا من رحم ذلك؟
نعتبر أن الاختلاف السوسيو الثقافي يتصل بالهوية والمعتقد الذي قد يكون جزء من سلوك جماعي سارت على نهجه هذه المنطقة أو تلك، وهو ما يشكل بالنسبة للمنطقة الأخرى مَدعىً للقطيعة الأبستمولوجية أو حتى الإنسانية، التي تصل إلى مراحل تعتبر فيها هذا الإنسان الموجود بتلك المنطقة غير أهل للوجود على وجه الأرض، وذلك تجسده مجموعة من السلوكيات البشرية الحية في حاضرنا المعاصر هذا من مواقع شتى في العالم، وحيث أن السلوك البشري في الحب والكره - وهو الدافع للقبول بالآخر شريكا في المجال أو لا- واحد فكذلك منطلقه واحد، وهو التفكير الأحادي الجانب الذي يلغي ثقافة الآخر ولا يصبح على ما هو عليه من درجة خطرة إلا بعد مروره من عدة مراحل كلها تجسد الاختلاف السلبي. كما لا يمثل ذلك بالنسبة للحالة المدروسة بين أيدينا المتعلمون والمتعلمات وحدهم هذه الحالة، بل إن المرجع الذي يعتمده كل منهم هو الدافع وراء الاستمرار في نهج الاختلاف السلبي قصد تحقيق الوجود وسلطة الوجود، وإن ما يصعب هذه العملية على المتعلمين والمتعلمات أنفسهم كون أن الاختلاف بين منطقتين، فلو كان الاختلاف بين مناطق متعددة لسهل الأمر في التعاطي معه أو إن سيتخذ طريقه نحو الاختلاف الإيجابي سببا في تحقيق الذات في المجتمع الذي يطمح له كل إنسان، فهو تحول من تحقيق ذات الجماعة إلى تحقيق ذات الفرد. وما يصعب حالتنا مع فريقين هو كونه يتصل بنوعين من الجماعة منطقة لها أتباعها داخل الوسط وأخرى لها أتباعها بنفس الوسط، وهو ما يشكل مراقبة دائمة على سلوك الأفراد اتجاه المنطقة الأخرى وبنفس التربية الاجتماعية تمارس الأخرى مراقبتها على أفرادها (المتعلمين والمتعلمات)، وداخل ذلك المجتمع المصغر (المؤسسة) تسهر كل مجموعة على ابتكار طرق ووسائل في المحافظة على الثقافة لأن الإنسان بطبعه لا يمكن أن يتوقف عند حد من الحدود فهو متطور باستمراره واستمرار المحيطات به.
نموذج دراسة حالة