المرأة والجنس بين الأساطير والأديان - تأليف : كاظم الحجاج
المرأة والجنس بين الأساطير والأديان
تأليف : كاظم الحجاج
مؤسسة الانتشار العربي - بيروت 2002 | 160 صفحة | 2.87 م . ب
تحميل الكتاب
يتناول المؤلف ثقافة مغيبة في حياتنا منذ أزمنة بعيدة، ليبيّن مقدار حضورها في التراثات البشرية السابقة، ثمّ ما آلت إليه نتيجة لهيمنة الثقافة الذكورية التي حصرت المرأة وفق تصوّرات معينة تنتمي إلى ثقافة قديمة يعاد إنتاجها من جديد بوساطة وسائل الإعلام المختلفة. علماً أن التمييز بين ذكر وأنثى لم يتشكل كانحياز لجنس غالب على آخر مغلوب إلاّ في المجتمعات البشرية حصراً، وبذلك فإن المؤلّف سيعتبر هذا الانحياز ابناً للوعي الذكوري، بالرغم من أن الثقافة هي التي تميز عالم الإنسان، الأرقى، عن عالم الحيوان الساكن منذ الأزل، وإلى ذلك فإن الرقيّ والارتقاء الفلسفي والفكري والديني، لم يصاحبهما ارتقاء في تحصين موقع المرأة، بالرغم من أنها صارت تتقاسم مع الرجل أغلب الأعمال التي يمكن وصفها بأنها تمحي معها سيادة الذكورة على الأنوثة.
ويرى المؤلّف أن الجنس قد تمّ تغريبه بسبب تلك النظرة المعتمة التي ربطته قسراً بعالم الخطيئة الأولى الكونية، وأسلمته إلى تلك الثقافة البطركية الثيوقراطية التي تميل إلى تدنيس حقائق الكون والنشوء، تلك البدايات التي فرضتها العقلية التوراتية المتوجّسة من كل الحقائق الأليفة للحياة. بينما الأسطورة، التصنيع الشعبي للتاريخ، كما يورد المؤلف، سوف تحاول إلباس هذا التاريخ لبوس الحقائق الثابتة. ومن هنا فإن أبطال الأساطير الوطنية لطالما خضعوا للتنقية والتنزيه، فارتفعوا عن سفوح البشر الفانين إلى قمم الالهة الخالدين.
وكذلك الأمر بالنسبة لنساء الأساطير، اللاتي بدورهنّ سينفردن بمنزلة سامية، ترفعهن عن النساء المألوفات، وتنزّه أجسادهنّ عن الابتذال، وتعلو بشأنهنّ عن باقي النساء الأرضيات. وبذلك فإنه يرى أن نساء الأساطير «يشتغلن أو يتمّ تشغيلهنّ خارج الثوابت الأنثوية المألوفة»،
إضافة إلى كونهنّ خارقات الجمال، مما يوجب أن تقع الحروب لأجلهنّ كهيلين مثلاً، أو أنهنّ ذكيات خارقات الذكاء، ومحتشمات بالغات القداسة وشجاعات يهزمن أعداء قومهنّ بذكائهنّ.
إضافة إلى كونهنّ خارقات الجمال، مما يوجب أن تقع الحروب لأجلهنّ كهيلين مثلاً، أو أنهنّ ذكيات خارقات الذكاء، ومحتشمات بالغات القداسة وشجاعات يهزمن أعداء قومهنّ بذكائهنّ.
وإلى ذلك فإنه سوف يستنتج أن الأسطورة الوطنية قد تنحاز للمرأة على حساب الرجل. وذلك لأن الأساطير المؤنثة، تنشأ غالباً بعد هزيمة جيوش الرجال في المعارك التاريخية الحادة، أمام جيوش أعداء متفوّقين، حيث تنهض المرأة (البطل المؤجّل غير المقصي) لتعيد إلى قومها مجدهم وإحساسهم الأزلي بالرفعة والتفوّق.
#مكتبة_فكر
#قضايا_المرأة